معمل الريم للأزياء النسائية .. مشروع صغير يتخطى الحدود

شارك المقال

أمل وحيش – نسوان فويس

تتعدد المشاريع التجارية في الساحة اليمنية، الكبيرة منها والصغيرة، وتٌعد المشاريع النسائية من أبرز ما يمكن أن تقدمه المرأة لنفسها ومجتمعها في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها البلد.

ومن هذه المشاريع المبتكرة التي تواجه بها النساء تقلبات الحياة، وتساهم بها بشكل كبير في إسناد ودعم نفسها ثم أسرتها هو مشروع الخياطة “تصميم الأزياء” ويعد من أبرز المشاريع التي تبدع فيها النساء خاصة إن كان عن دراسة وعلم كما هو حال المصممة “ريم القاولي” التي افتتحت معملاً صغيراً تنفذ فيه أجمل التصاميم العصرية والكلاسيكية الممزوجة بالثقافة اليمنية الأصيلة.

الريم للأزياء النسائية هو اسم المشروع الذي أسسته ريم مطلع عام 2022، مستعينةً بتخصصها في مجال تكنولوجيا تصميم الأزياء من كلية المجتمع بصنعاء. حاليًا، تدرس إدارة الأعمال بعد أن اكتشفت ميلها للاستثمار في مجال تخصصها، لذا فهي تسعى دائمًا إلى تعزيز وعيها وتحسين مهاراتها في هذا المجال، سواء من خلال دراسة تخصص آخر إلى جانب تخصصها الأساسي، أو بالالتحاق ببرامج تدريبية في مجال تصميم الأزياء لرفع مستوى عملها، رغم حداثة نشأته.”

“تستوحي ريم تصاميمها من الطبيعة، التي تعتبرها المصدر الأول للإلهام لها ولأغلب المصممين. فهي ترى في الطبيعة تجسيدًا لكمال التناسق والتناغم، رغم تنوع ألوانها وأشكالها. كما أن لكل امرأة ذوقها الخاص في اختيار تصاميم الأزياء التي ترغب بها، وكل ما عليها هو عرض الفكرة على المصممة، التي تقوم بتنفيذها بدقة. و ذلك لا يقلل من قدرتها على تصميم مجموعة واسعة من الأزياء التي تعرضها على زبائنها ليختاروا منها ما يتناسب مع ذوقهم.

جاءت فكرة مشروع “الريم للأزياء النسائية” من قناعتها بأن المشاريع التجارية الخاصة، مهما كانت صغيرة، تعد سندًا قويًا كما أنها تمثل تتويجًا لجزء من طموحاتها العالية. بعد أن تأكدت من أن هذا هو الشغف الحقيقي الذي كانت تبحث عنه، استجمعت قدراتها، وبمساعدة من والدتها وأخواتها، بدأت بفتح معمل صغير في بيتها برأس مال لا يتجاوز المليون ريال يمني.

تعمل ريم مع فريق مكون من أربع فتيات يعملن بشكل دائم، وفي حال كان هناك ضغط، يستعنّ بأخريات خاصة في المواسم والأعياد، وعند كثرة الطلبيات التي تأتيهن من بعض الدول.

 

مزيج بين العصري والكلاسيكي

يشمل المشروع تصميم ملابس تناسب مختلف المناسبات، مع التركيز على استخدام الأقمشة اليمنية التقليدية والتطريزات اليدوية في بعض التصاميم. لذا فتصاميم ريم تمثل مزيجًا بين العصري والكلاسيكي، حيث تركز في معظم تصاميمها على الأزياء السوارية  “فساتين السهرة”  وفساتين العرائس.وتقول ريم إن النساء اللاتي يعشقن التميز والتفرد هن الفئة الأكثر إقبالًا على تصاميم “الريم للأزياء”، ففي بعض الطلبيات يتم إنتاج قطعة واحدة فقط من تصميم معين بناءً على طلب العميل ولحدث واحد بحيث لا يمكن عمل نسخة أخرى من هذا التصميم لعميل آخر.

 

بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة “إنستجرام”، استطاعت ريم أن تخرج بتصاميمها خارج الحدود لتصل إلى أمريكا والإمارات والسعودية ومصر، كما أن زبائنها من صنعاء وأماكن أخرى لهم النصيب الأكبر من هذه التصاميم التي تنتج بفضل تعاون الفتيات العاملات معها والتي تعدهن من أهل بيتها حسب قولها.

 

التحديات والمعوقات

تعد التحديات والصعوبات جزءًا أساسيًا من تجارب الإنسان الحياتية، وتجاوزها يتطلب المزيد من الإصرار والقوة للانتقال إلى مرحلة جديدة من النجاح. هذا ما تؤكد عليه ريم، التي واجهت العديد من الصعوبات أبرزها الوضع الاقتصادي الذي تعيشه البلد بسبب الحرب، وارتفاع أسعار المواد الخام التي تحتاجها في عملها، إضافة إلى احتكار بعض التجار لبعض المواد ونقصها أو اختفائها من السوق، ما قد يؤثر على جودة العمل، وهو ما لا ترضاه ريم كمصممة تهتم بالجودة وإرضاء العميل. كما تواجه صعوبة في شحن المنتجات إلى الخارج عند الطلب من الزبائن في دول أخرى، ما يضطر العملاء للتصرف بشكل فردي وتكليف شخص ما لنقل طلباتهم إلى البلدان التي يعيشون فيها.

ويظل حلم أي مشروع نسائي صغير بدأ بمجهود ذاتي وبتعاون من الأحبة هو أن يكبر وهذا ما تتمنى ريم أن يتحقق لمشروعها، حيث تأمل أن يكبر المعمل ويتوسع العمل لتغطية مناطق جغرافية أكبر، سواء محليًا أو دوليًا.

نصيحة

تنصح ريم النساء اللاتي يفكرن في إنشاء مشاريعهن الخاصة بأن يجربن أولًا ويقمن بدراسة المشروع جيدًا للتأكد من ملاءمته لاحتياجات السوق. كما تشدد على أهمية تطوير الذات في أي مشروع من خلال الدراسة والتدريب حتى يتمكن الشخص من إدارة المشروع بنجاح.

وتؤكد على أهمية البدء مهما كانت الظروف، قائلة: “في ظل الوضع المتقلب للبلد، لن ينجح الإنسان طالما ينتظر أن يتغير الوضع، فالإنسان هو من يخلق الفرصة لنفسه حتى في أحلك الظروف.”

تعد المشاريع الصغيرة بالنسبة للنساء اليمنيات طوق نجاة يواجهن بها الظروف المعيشية والاقتصادية المتدهورة، من ناحية أخرى فهي تعتبر خطوة أولى لتحقيق الطموحات، وإسقاط الأحلام لواقع ،كما فعلت ريم عندما وضعت أولى لبنات مشروعها في مجال تصميم الأزياء المتميز بالتصاميم الفريدة  والألوان الدافئة والتفاصيل الدقيقة التي تعكس ذوق صاحبتها.

مقالات اخرى