مروى العريقي – نسوان فويس
نظمت منصة “نسوان فويس” اليوم الاثنين، جلسة حوارية افتراضية بعنوان “نساء الريف وصعوبة الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية”، وذلك تزامنًا مع إطلاقها حملة توعوية بعنوان “مركز صحي.. في كل خطوة حياة”.
ناقشت الجلسة التحديات التي تعيق وصول النساء إلى الرعاية الصحية الإنجابية في اليمن، واستعرضت دور الإعلام في تعزيز الوعي المجتمعي.
تحديات ومخاطر تهدد حياة النساء والأطفال
استعرضت الباحثة سحر سعيد نتائج ورقة سياسات حول الصحة الإنجابية في الريف اليمني، مؤكدة أن النزاع المسلح والانهيار الاقتصادي وتدهور النظام الصحي قد أدى إلى فجوة عميقة في الرعاية الصحية، ما يضع حياة النساء والأطفال على المحك.
وأشارت سعيد إلى أن الولادة المنزلية أصبحت خيارًا إجباريًا بسبب الفقر، بُعد المراكز الصحية، وارتفاع التكاليف، بالإضافة إلى العوائق الاجتماعية مثل اشتراط وجود مَحرم.
كما لخصت الباحثة أبرز التحديات المتمثلة في تدهور البنية التحتية الصحية، التي دُمرت وأُغلقت العديد من المرافق، مع نقص حاد في المستلزمات الأساسية، وكذا القيود الاجتماعية والثقافية التي تُعيق وصول النساء إلى الخدمات.
بالإضافة إلى نقص الوعي حيث تُعاني الأمهات من نقص المعرفة حول أهمية الرعاية الصحية قبل وأثناء وبعد الحمل، ما يزيد من مخاطر الوفيات، إلى جانب التكاليف المرتفعة إذ يجبر الفقر الأسر على اللجوء للولادة المنزلية غير الآمنة.
ومن التحديات أيضا نقص الكوادر الصحية حيث أوضحت الباحثة أن القطاع الصحي في الريف اليمني يواجه نقصًا حادًا في الكوادر الطبية المؤهلة في الريف بسبب انعدام الحوافز، وكذا صعوبة الوصول الجغرافي فالطرق الوعرة والسيول الموسمية تجعل الوصول إلى المراكز الصحية صعبًا ومكلفًا.
وبحسب الباحثة يأتي انخفاض التمويل الدولي في قائمة التحديات المفاجأة للقطاع إذ أن التخفيضات الأخيرة في الدعم أدت إلى تعليق برامج حيوية، مما يعرض حياة الملايين للخطر.
الكادر الصحي بين الواقع المرير والحلول الممكنة
من جانبه، أكد الدكتور يحيى الشعيبي، مسؤول الرعاية الصحية في محافظة الضالع، أن نقص الكادر الصحي هو المشكلة الأكبر في الريف، بسبب رفض الأهل تعليم بناتهم في المجال الطبي.
وأشار إلى وجود فجوة كبيرة بين الريف والمدن، حيث يبحث الكادر الصحي عن فرص أفضل في المدن بسبب الأجور المنخفضة والوضع الاقتصادي المتردي.
ولفت الدكتور الشعيبي إلى أن نقص التمويل الدولي، خاصة بعد إيقاف التمويل الأمريكي وتقليص الدعم الأوروبي، قد أثر على الخدمات الصحية.
وأشار إلى أن المنظمات المحلية غير قادرة على سد هذا العجز، مما يترك المراكز الصحية في الريف بلا كوادر أو تجهيزات.
كما سلط الضوء على أن العادات والتقاليد تلعب دورًا سلبيًا، مثل الولادة المنزلية والزواج المبكر، مؤكدًا على ضرورة توعية الأسر بأهمية زواج الفتيات بعد سن الثامنة عشرة للحد من الوفيات.
الإعلام شريك أساسي في التوعية الصحية
وفي المحور الأخير، شدد الصحفي المختص بالإعلام الصحي تيسير السامعي على أن الإعلام هو “ركيزة أساسية من ركائز الصحة”.
وأوضح أن وسائل الإعلام قادرة على تغيير السلوكيات الصحية الخاطئة، مثل الرضاعة الطبيعية، من خلال التوعية الصحيحة والمؤثرة.
وأكد السامعي على الدور الحيوي للإعلام في مواجهة الأزمات الصحية مثل الكوليرا، من خلال توجيه الرسائل التوعوية للحد من انتشار الأمراض.
واختتم حديثه بالدعوة إلى إقامة شراكة حقيقية بين وسائل الإعلام والقطاع الصحي لضمان وصول الرسائل الهادفة إلى المجتمع.