أمة الرحمن العفوري – نسوان فويس
نظمت منظمة مبادرة مسار السلام دورة تدريبية افتراضية عبر منصة “زووم” على مدى ثلاثة أيام (22، 23، و25 يونيو الجاري) حول العدالة الانتقالية، بمشاركة قيادات وناشطات من عضوات شبكة التضامن النسوي (WSN)، وذلك ضمن برنامج بناء قدرات النساء وجهودها الرامية إلى تعزيز الوعي الحقوقي لدى النساء اليمنيات.
وقالت ليزا البدوي، منسقة شبكة التضامن النسوي، لمنصة “نسوان فويس”: إنه مع استمرار النزاع في اليمن، تُعد مفاهيم العدالة الانتقالية ضرورة مُلحّة لفهم أشكالها وآلياتها، خاصة في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية، وتعدد الانتهاكات، وغياب المساءلة. هذا الواقع يحتّم على الناشطات والقيادات النسوية الإلمام بمفاهيم العدالة الانتقالية، ومقارنتها بتجارب دولية مشابهة، لفهم كيفية مواءمتها مع السياق اليمني.
وواصلت: “من هذا المنطلق، حرصت مبادرة مسار السلام على تنظيم هذه الدورة التدريبية الافتراضية، التي استهدفت عضوات شبكة التضامن النسوي، بهدف تزويدهن بالأدوات المعرفية حول مفهوم العدالة الانتقالية، ونشأتها، ومرتكزاتها، وآلياتها،” وأشارت البدوي إلى أن الدورة “سعت أيضًا إلى استكشاف مدى إمكانية إدماج العدالة الانتقالية كجزء من عملية السلام في اليمن.”
وأضافت البدوي أن الدورة “شملت أنشطة تفاعلية متعددة، مثل محاكاة السيناريوهات الواقعية، وتمثيل الأدوار، ومقارنة التجارب الدولية، ما ساهم في تعميق الفهم العملي للمشاركات وتوسيع آفاق التفكير في دور النساء ضمن مسارات العدالة والتحول المجتمعي.”
وقد قادت التدريب كل من الأستاذة حورية مشهور، رئيسة اللجنة التوجيهية للشبكة، والأستاذة رنا غانم، عضوة اللجنة التوجيهية.
و وصفت الرميصاء يعقوب، عضوة في شبكة التضامن النسوي، الدورة بأنها “تجربة تدريبية نوعية تعكس عمق المعرفة والتطبيق العملي”، مشيرة إلى أن “الدورة كانت مختلفة ومميزة عن كل ما سبق، حيث ربطت المفاهيم النظرية بالواقع اليمني المعقّد وقدمت تمارين تحاكي التحديات الحقيقية.” وأعربت عن امتنانها للمدربات والمنظمين، وخصت بالشكر الأستاذة حورية مشهور والأستاذة رنا غانم.
كما أثنت أروى فضل، إحدى المشاركات، على جودة التدريب لكنها رأت أن “مدة ثلاثة أيام لم تكن كافية للتعمق في آليات العدالة الانتقالية لتشمل الكثير من النماذج الدولية واستخلاص العِبر، إلا أنها ساهمت بشكل فعّال في رفع الوعي وبناء قدراتنا في هذا المجال.”
في السياق ذاته، أكدت بلقيس العبدلي أن التدريب “كان مهمًا لتعريف المرأة القيادية في المجتمع المدني اليمني بمفاهيم وآليات العدالة الانتقالية”، وأضافت أن “هذه المعرفة تفتح المجال أمام النساء للعمل مستقبلاً على إدماج احتياجات النساء في لجان كشف الحقيقة، ووضع آليات معالجة شاملة تشمل كل الفئات، بما يحقق عدالة انتقالية متوازنة.”
ونوهت المشاركات على ضرورة أن يستوعب مكتب المبعوث المعني بإدارة ملف السلام في اليمن مخرجات هذه الورش، والمعبرة عن صوت المجتمع المدني، لضمان تجسيد العدالة الانتقالية في أي صيغة سلام يصل إليها الفرقاء في اليمن. فهذه العدالة، كما يرين، ستحمي الضحايا وستغلق هذه الملفات مع اعتذار المنتهكين والتزامهم بعدم التكرار والتنفيذ الشامل للإصلاح المؤسسي، وستفضي إلى مصالحات وطنية ليمضي المواطنون والمواطنات لبناء المستقبل بثبات ودون ضرر أو ضرار.
تأتي هذه الدورة ضمن سلسلة من الأنشطة التي تنفذها مبادرة “مسار السلام” بهدف تعزيز حضور النساء في مسارات العدالة وبناء السلام وتفعيل دور عضوات شبكة التضامن النسوي في قضايا المرحلة الانتقالية في اليمن.