عواده العيد : مابين الترفيه والإستثمار

شارك المقال

سهير عبدالجبار _نسوان فويس

بـ”عوادتها” وهي ألفين ريال بدأت الفتاة العشرينية أرواد مشروعها، إذ اشترت بألف ريال شوكلاتة سائلة، وبما تبقى قوالب وبدأت العمل.

تقول أرواد في حديثها لمنصة (نسوان فويس): كنت أمتلك فكرة لمشروع، ولم ينقصني سوى المال.

الكثير من النساء نشأت على ثقافة الإدخار فما إن تحصل على مبلغ مالي حتى تحوّله إلى مصاغ، يقول محمد أحد العاملين في مجال الذهب إن الأسواق تزدهر بفترة ما بعد العيد إذ تأتي النساء بما جمعته، وتشتري مابنفسها من مصاغ، وملابس وأواني منزلية، مضيفاً أن المحلات تفتح مبكراً بفترة مابعد العيد لهذا الهدف حيث تكون الحركة الشرائية جيدة.

تقية، واحدة من النساء حصلت على عيدية جيدة هي وأخواتها من أقاربها،
بعضهن يشترين ذهباً، والبعض الآخر يشتري ماينقصه من إحتياجات البيت من عيديتهن التي جمعنها خلال العيد، وزيارة الأرحام.

بعض النساء تعتبر العوادة مصدر للترفيه عن أنفسهن فيخرجن إلى الحدائق والمنتزهات والمطاعم.

ألقت الأوضاع الإقتصادية بتأثيراتها على كل شيء، ومنها العيدية، ورغم قلتها مقارنة بما كانت عليه سابقاً، إلا أن النساء لاينظرن للأمر بالكم، بل الأهم تبادل الزيارات والتواصل بين الناس.


أمل المنصوب، ومروة محمد يعتبرن العيدية مصدراً للسعادة حتى لو كانت رمزية، وهي لاتزال تعني لهن الكثير من الناحية العاطفية..

تقول مريم نعمان إخصائية إجتماعية عن تأثير العوادة اجتماعياً للنساء كمفهوم مجتمعي متصل بثقافتنا هو يتجاوز فكرة مكافأة أو تحفيز لهن، وبنظري ماله صلة قوية تتصل بالقوامة.

لا أعلم متى بدأت بالضبط لكنها تقليد راسخ على مرّ السنين؛ يتم استغلال فترة العيد فيه للتعبير عن التقدير والحب والعواطف التي قد نجد من الصعب جداً في مجتمعنا أن يعبّر عنها الرجال، إذ ينظر المجتمع للتعبير عن المشاعر وإظهار الحب للنساء أياً كانت درجة القرابة بنظرة العيب والضعف وما إلى ذلك، وبالتالي فإن العيد أنسب فرصة.

تنظر بعض النساء إلى “العوادة” كمكافأة لهن على تعبهن في رمضان، من باب الواجب وكأنه فرض لأنهم القوامين؛ ويعتبرها بعض الرجال تكريماً لهن وأيضاً من باب التباهي بأننا نكرّمهن، وفي الأخير هي فرصة للتعبير عن الحب بأسلوب مغلف بالواجب.

رغم التغيرات الإجتماعية التي فرضتها السنوات الأخيرة في أدوار النساء والرجال في المجتمع، أصبحت فكرة الإستقلال المادي ظاهرة، وأدوارهن لا تقتصر على مهام البيت، ولا زال تقليد العوادة موجود يقدمها الأب أو الأخ أو الزوج.

وبالإضافة لكونها في الأصل تقليد يصعب أن يتغير أو يندثر، وستظل موجودة وجزء لايتجزأ من ثقافتنا حتى لو اختلف شكلها، وارتبطت بالأعياد دون غيرها من المناسبات والأيام العالمية.

ومهما استقلت المرأة، ووصلت لمراتب علمية وعملية؛ تظل فكرة أن يقدم الرجل لها، باختلاف صلة القرابة، مبلغاً مالياً أيًا كان يعطيها إحساس بالأمان لكونها مسنودة.

فالعوادة تعطي هذا الشعور للمرأة، وتقوي العلاقات بين الطرفين وتعززها.

لكن توفيق بدري لا يجد مبرراً لإعطاء العوادة للمرأة التي لديها مصدر دخل ولكون المجتمع تساوى بالإنتاج.

العوادة هي عرف إجتماعي أعتاد على تقديمه رجال العائلة لأرحامهم من الأطفال والنساء.
قد تكون لطبيعة المجتمع التي أعتاد أن تتلقى النساء نفقتهن من الرجال أو لزيادة الإحسان والود.

العيدية، العوادة ، عسب العيد كلها مصطلحات دارجة تعني المبلغ المالي الذي يحصل عليه الأطفال والنساء في الأعياد الدينية باليمن.

وقد اختلف الوضع بالنسبة للعيدية حيث تقلصت من ناحيه العدد والكم، بسبب تدني المستوى المعيشي فاقتصرت على الأقارب من الدرجة الأولى والعمات والخالات بشكل مقتصر يقول محمد علي أنه يعمل على مبدأ “الأقربون أولى بالمعروف”.

والعيدية عادة إسلامية سنوية، وتقدم على شكل نقود أو هدية أو حلوى وغيرها تعطى للأطفال والنساء في عيد الفطر المبارك وأيضًا في عيد الأضحى.


يقول الدكتور عبدالودود المقشر عن بداية إنتشار العيدية: “تعتبر العيدية في حكم العرف، وحكم العرف ليس له زمن محدد، يعني لا أستطيع أن أحدد تاريخها فهي في حكم العرف والعادات والتقاليد وهذا ما يجعل الناس يتوارثونها أباً عن جدّ.

أكّد الإسلام على صلة الأرحام، والتزاور، ومد يد العون، وإدخال السعادة على النساء، وتفقد أحوالهن، ورفع شأنهن أمام أهالي أزواجهن، وإعطائهن قيمة، وأنهن ما زلن مهمات حتى لو أصبحن يعيشن بعيداً عنهم.

مقالات اخرى